قصة يكفي أنني سأكون بقربها

تـرعرعت في عائلة تهوى التملق ..تعيش مغلفة بقشور من الكريستال لكي تتباهى بجاملها امام المارة ..لكني كنت أرى نفسي بصورة إستثنائية ..فوجدت المهرب بين حروف.عمالة الأدب العالمي وبين سيمفونيات هادئة 
ورأيت القلم والدفتر الوسيلة الوحيدة للتعبير عن حب كتمته لي سياسة العائلة..
صقلت تلك الشخصية نفسها بنفسها وعاشت تجارب ورقية واحبت ابطال الروايات وغنت على مسارح فرنسا ضمن حيز لا يتجاوز الاربعة امتار
بلغت عامي التاسع عشر وكنت استعد لدخول كلية الصيدلة حتى رأيتها
كانت أنثى جامحة وبعيون سوداء وبنظرة جذابة أطلتُ التأمل دون أي تفسير لتصرفي فإنتبهت فأبعد عيناها على إستحياء
رجعت الى البيت وامسكت قلماً وكتبت "الان ادركت اللون الاسود"
لم تكن تغيب عني او عن تفكيري .. ادركت بان الموضوع ياخذ من وقتي ومن تفكيري اشعلت سيجارتي وعزمت عن التوقف عن التفكير وفعلت 

لكن لقائنا للمرة الثانية كان عشوائياً ..كنت أنتظر منها ولو نظرة خاطفة ولكنا لم تفعل ..بل اشعلت بداخلي غضباً لم اشعر به يوما ..
حاولت ان اترك التفكسر لكني فشلت بل وأخذت أراجع مصطلحات كبار الادباء عن الشعور غلمماثل محاولاً رفض الفكرة ..لكني كنت اصطدم في نحاية كل صفحة بالعنوان نفسه الحب !


كنت أرى ضجيجاً يرعد داخلي كلما رأيتها فسلمت للأمر وإعترفت ..أنا أحبها ... لم احب تلك الفكرة كيف يمكن لها ان تجعلني احبها وبهذه السرعة كيف أمكنها اقتحام تلك القلعة المصنوعة من الجمود ..كيف يمكن لنظرة واحدة ان تكون كفيلة للخضوع ..كيف كانت هي وانا حياتي كانت تقتض بما يسمى بالجنس اللطيف 

لكنها كانت استثنائية وتستحقُ ان تُحدث بي ما يسمى حبا

كان لقائنا الاول مليئ بالإهتمام ويعج بالنظرات الثاقبة كان نزالاً صعباً من نوع لم أخضه يوماً ..

استمرت مثل هذه اللاحاديث حتى بت امراً اساسياً في حياتها .. 

وفي احد الليالي هاتفتني وكانت المرة الاولى التي تحدثني هاتفياً ..سئلتني بصوت خافت .. انت رجل غامض وحصونك منيعة وثقافتك كبيرة 

وصوتك وحديثك يشدانني الى عالم اخر فهل ترى بان الفتاة يحق لها ان تعبر عن مشاعرها ؟؟

فأجبتها ."أحبك"
إنقطع الإتصال .. كانت حرارة الموقف عالية لدرجة تكاد تضعني في موقف سيئ أمام نفسي بت أضرب اخماساً بأسداس ولم أفكر لو للحظة بأن شيئاً جيداً سيحدث ,
مرت ثلاثة أيام حتى عاودت الإتصال بها قُلت لها أسمعتني يومها ؟؟
ردت بذات النبرة لا .. لم أسمع ماذا قُلت 
قلت لها جيد .. فقالت لي أنت غبي وأناني 
للحق كُنت أخشى من ردة فعلها ..فقالت لي "أحبك أيضاً "

أصبحت سيدة قلبي وعشت 3 أعوام بحب يتجاوز حدود السماء يأخذني الى عالم يبعد عن التملق ويُرى فيه الإنسان بجوارحه .. وقلبه دون أية قشور 

مرت السنوات ال3 سريعاً حتى أصبح الخطاب يأتون لطلب يدها وهي ترفض بحجة الدراسة ..
وأنا كنت عاجزاً .. لكني كُنت أمنحها القوة لتبقى معي وكانت تمنحنى القوة على المضي قُدماً .. ً

مرت مرحلة كُنت أشعر بأنها تُخفي شيئاً عني , فطلبت منها مصارحتي قالت لي بأنها يوم الأحد المقبل ستقول لي كُل شيئ ..
أنتظرت ذلك الاحد بصعوبة حتى وصلتني رسالة نصية لا أزال أحتفظ بها , وقد كُتب فيها "اقسم بالله اني حبيتك وبعدني بس هيك الدنيا بننجبر نترك الي بنحبهم وانا حاولت سامحني وانساني وانا ما حكيتلك لاخفف عن حالي ردة فعلك ,والله العظيم بحبك ,وبترجاك لا تحاول توصللي لاني على ذمة زلمة تاني عيش حياتك بتستاهل أحسن مني "

كانت فترة مأساوية .. إعتزلت الطعام دون علمي وكُنت أتغذى على السجائر والقهوة .. وعُدت مجدداً الى قلم الرصاص والكراريس ..
حتى نٌقلت الى المشفى ,
حالة عامة من الهزول بدك تتغزى منيح يابني ودير بالك عصحتك وبلاه التفكير بالحلب بدري عليك " قالها الطبيب ممازحاص ولم يعلم بأنه قد أشعل فتيلاً داخلي
.. أمكست بالهاتف المحمول ورجعت لأقرأ الرسالة , سلمت للحقيقة بعد أن تأكدت عن طريق إحدى زميلاتنا بالكلية بأنها قد تزوجت من مهندس مدني يمتلك سيارة
ومنزل وعائلة متواضعة لا زواحف مثل عائلتي ..
قالت لي صديقتي يجب أن تفرح لأجلها .. وأن تباشر حياتك فأنت تستحق !!
عادت حياتي الى الأبيض والاسود .. وضمن تلك الحدود الكلاسيكية عُدت لامثل ادوار البطولة في روايات يًختلقها عقلي على أنغام الموسيقى الكلاسيكية ,باحثاً عن بطلات لتدخل روايتي .. أردت أن تكون مثل بطلات روايات "ماركيز" .. لان تًكسب رهانا كنت قد رتبته مع حبيبتي .. السابقة !!
أمضيت عاماص كاملاص على هذا الحال وللحق كُنت أطمئن عليها من فترة لأخرى
لكن عُدت لأنظر لحالي لاني شعرت براحتها في بيت زوجها الحالي .. فهي على أبواب الأمومة ..وسًتنجب "رغد" الأسم الذي كنت قد إخترته لأبنتي !!
بعد مرور العام والنصف أحسست بأن راحتها في بيت زوجها يزودني بالقوة على التعافي من جرح الفراق وضحكتها وهي تراقب خطوات إبنتها الاولى كانت طوق النجاة الذي حالما إنتهت العاصفة صعدت على متنه ..
مرت الايام حتى إقتحمت "ريتا " حياتي ..
أسميتها ريتا للون عيونها العسلية 
لم أذكر لقائاً اول بل ما أتذكره هو قوة النظرة الثاقة والشخصية الأسطورية
وأنثى تمتلك كل معاني الجمال دون حتى أن تشعر هي به فعفويتها كانت طاغية أخترقت مسامي لاشعورياً .. فلم أدرك هل أحببتها أم لا .ز لم أكن أريد أن أتسرع في حسم طبيعة هذا الشعور لربما كان شعوراً عشوائياً ناتج عن فراقي أو ربما كان أثر من أثار الحنين القاتلة ...
فعقدت إتفاقاً ع قلبي بأن نتروى قليلاً ..
ريتا جعلتني جزئاً كبيراً من حياتها حتى قوية علاقتنا الى حد بات حديثنا يتعدى الياعات العشر يومياً ,
حتى قالت لي يوماً بأنها مُعجبة بأحد الشبان في كليتنا ..
ماذا!!! كان صدمة قاتلة ,و تألمت بصمت ورددت سرعة "شب بجنن وبستاهلك "
وتعاملت مع الموضوع بصعوبة ضمن تلك الجلسة
أخبرني بتفاصيل لم أكن أنتبه لها وكانت تتحدث بفرح وكنت أشعر بقلبها يَنبض ..ينبض له !!
اصبحت حياتي كارثة , وموتي أصبح أمراً هيناً امام وجعي .. أتمناه خمسا كفروض العبادة الخمس ..
وكانت ريتا لا تَنفك تتقرب مني وتحبني أكثر فأنا أخوها الذي لم تَلده امها ,
ضمن أي فئة كُانت لتريني بتلك الصورة .. حتى أنها لم تحاول معرفة حقيقة مشاعري !

أنا لم أكن أنفك أحاول أن اجد طريقة تُبعدني عنها لكي أخفف من ألمي وهي لا تًنفك تقترب .. حتى تاريخ أخرق في الشتاء الماضي كانت قد وقعت في خلاف معه .. وجلست مُستمعاً أجسد الدور الذي أعطتني إياه .. حتى انهارت بين يدي واخذت تعانقني وتضرب بقبض
تها الرقيقة على كتفي الأيمن .زوتقول لي لماّا لم تمنعني عن حبه !! ولو تعلمين بأن براكين العالم تفجرت في قلبي .. لو ترين حجم الشروخ التي أحدثها عناقك .. لو تُدركين حجم حبي لكي ... لو تعملين بأني كُسرت مرة وعظمي ليس قوياً لضربة أخرى .. قالت لي جملة لن أنساها يوماً "أخي ما تتركني لحالي " جلست أحادث نفسي , لا ذنب لها أنها لا تبادلني المشاعر ذاتها وإنما يجب على الوقوف بجانبها , حتى أخذت هذا القرار وأوصدت القفل على قلبي وعزمت على تكملة الرواية التي كتبتها حتى نهايتها !! مرت الشهور ال6 على قراري هذا وهي الأن خالية منه تماماً كنت بجانبها بأسوء حالتها .. أعطيتها القوة وكأن أخها يساندها ويقويها حين ضعفها حتى عادت ريتا الروح التي نعهد .. وانا مقفل القلب كمن يقف على مسافة واحدة من الأشياء وعكسها ربما لو أعترف لها بمشاعري لأتسبب بفقدانها من حياتي وسأكون قد خذلتها فهي تراني سنداً لها واخاها الذي لم تلده أمها , أو اقف متابعاً للرواية لاكون قريباص منها أحبها بسري و أستمتع بنهايتي دفيناً لمشاعري ,, أنا اموت يا سادة انا مُحطم المشاعر . على مسافة واحد من الاشياء وعكسها ولي الحق بالرغبتين .. انا احبها لكن لا أريد أن أخذلها أمسكت دفتراً جديداص وسجلت عنواناً على رأسه عندما يكون الحُب سماً ..ودونت قدري على يدحب يالأزلي علي أكون سعيداً بجمال تلك النهاية ..يكفي أنيي سأكون "بقربها "

إرسال تعليق