ازدادت مؤخرا الاخبار عن جرائم الخادمات ومعاملتهن السيئة مع الأطفال في منازل مخدوميهم، فذلك أثار الجدل حول أهمية استخدام كاميرات المراقبة ومدى فعاليتها لتحقيق السلامة للأبناء في ظل غياب الأهل عن المنزل.
وجاء تهافت الأسر على تركيب كاميرات المراقبة لتكون بديلاً عن "عين" الأهل في المنزل أملاً في التخفيف من القلق، خصوصاً للأم العاملة التي تقضي أوقاتاً طويلة خارج المنزل.
وسيلة ناجحة الكاميرات وسيلة ناجحة في نظر الكثيرات لمتابعة ما يجري في المنزل والاطلاع على تصرفات الخادمة ومدى رعايتها للأطفال وحسن سلوكها معهم، بحسب الموظفة حنان كامل.
وعلى الرغم من ثقتها النسبية بخادمتها تأثرت الموظفة هدى أحمد بما ينشر من أخبار حول سلوك الخادمات، فازداد توجسها منهن، مما دفعها إلى تركيب كاميرات مراقبة في المنزل متصلة بالانترنت لتنقل عبر هاتفها لحظة بلحظة ما يدور في المنزل.
تشكل كاميرا المنازل هي ليست للاطمئنان فحسب، إنما لتوثيق أي شيء يجري في غياب أهل المنزل، فأصبح مطلباً لا يمكن التخلي عنه بحسب مها راشد.
قلق ومخاوف لم يثن وضعها الكاميرات في الأماكن الرئيسة في المنزل الموظفة نهى أحمد من القلق على الأبناء، فهي تشير إلى أنه أمر فطري لا يمكن أن يحده استخدام الكاميرات أو غيرها.
الاعتداء على الأطفال ليس بالعقوبة الجسدية فقط، بل قد يكون اعتداءاً جنسياً يمكن أن يحصل في الحمام من قبل الخادمة، فالحمام مكان لا يمكن وضع كاميرا فيه بحسب علياء الحوسني.
وضع الكاميرات في المنزل أمرٌ قد يحد من سلوك الخادمة السيء مع الأطفال، لكنه لن يثنيها عن الفعل لو أرادت، وبذلك سيكون الفعل قد تم وحصد الطفل آثاره الجسدية والنفسية بحسب ربة البيت آمال عبدالخالق.
ظاهرة دخيلة الاختصاصية النفسية الدكتورة مها اسماعيل، تقول إن وضع الكاميرا في المنزل يعتبر ظاهرة غريبة ودخيلة على مجتمعاتنا العربية، وهي لا تعبّر عن سلوك سويّ أو طبيعي.
كما أنها لا تعتبره حلاً مقنعاً من الناحية النفسية للاطمئنان على الأطفال، حتى وإن توهمت الأمهات ذلك، لأنها تبقى محصورة في مكان واحد، إلا إذا عممت على كامل المنزل.
وتشير اسماعيل إلى أن المشكلة حين تقع سواء تم الاعتداء على الطفل جسدياً أو تم إيذاؤه نفسياً تكون فعلاً من الماضي إلى حين يتم رصده عبر الكاميرا، وبذلك فإن الفعل سيقع بآثاره النفسية بوجود الكاميرا أو بعدم وجودها.
وتنصح الدكتورة مها اسماعيل الأمهات بمجموعة من النصائح:
ـ اختيار الخادمة بعد إخضاعها للعديد من الفحوص، واختبارها في بعض المواقف قبل ائتمانها على الأطفال أثناء غياب الأهل.
ـ أن تكون الخادمة متعلمة وناضجة وواعية بحجم المسؤولية.
ـ معاملة الخادمة معاملة حسنة، والابتعاد عن العنف اللفظي أو الجسدي مع الخادمات لأنه السبب الرئيسي لاعتدائهن على الأطفال.
ـ الابتعاد عن الخادمة التي تعاني من اضطرابات نفسية أواجتماعية لأن ذلك سينعكس في تعاملها مع الأطفال.
ـ عدم قضاء الأمهات أوقات طويلة خارج المنزل وخاصة في الليل.
ـ مساعدة الخادمة في رعاية الأطفال وتعليمها السلوك المطلوب بالنسبة للأسرة.
المصدر:24 الخبر بين لحظة وضحاها
إرسال تعليق